fataaldaya مشرف
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| موضوع: الإمام عليّ(ع) أنموذجٌ رساليٌّ خالد الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:02 pm | |
| الإمام عليّ(ع) أنموذجٌ رساليٌّ خالدبداية شهر شوّالقبل أن أبدأ خطبتيْ الجمعة، أحبّ أن أبيّن لكم بعض النّقاط في موضوع عيد الفطر.فقد أكّدت كلّ دراساتنا للحسابات الفلكيّة الدقيقة التي لا تخطئ بحسب التّجربة وأهل الخبرة، أنّ أوّل شهر رمضان كان يوم الجمعة، وقد كان لمراجع آخرين آراء مختلفة ونحن نحترم آراءهم. أمّا بالنّسبة إلى يوم العيد، فقد أعلنّا بالأمس أنّ يوم العيد المبارك هو يوم الأحد الواقع فيه 20 أيلول الجاري، لأنّ يوم السبت هو المتمّم لشهر رمضان. وأظنّ أن الكثير من المسلمين من الفلكيّين الذين يتحدّثون من الآن عن الهلال، يؤكّدون أنّ الأحد هو أوّل شهر شوّال، لأنّه من المستحيل في أيّ مكانٍ في العالم رؤية الهلال مساء الجمعة، وربما من الصّعب أن يرى الهلال في منطقة الخليج والعراق وحتى في إيران. لذلك ربما يرى الكثير من المراجع أنّ العيد الإثنين، ولكنّنا نرى من النّاحية الشرعيّة القطعيّة الدقيقة، أنّ يوم العيد المبارك هو يوم الأحد الذي يحرم صومه. ونسأل الله أن يعيده على المسلمين والعرب جميعاً بالخير والبركة والرّحمة والنصر والعزّة إن شاء الله. هذا ما أحببت أن أبيّنه لكم وأنا أدين الله بذلك.فضيلة العلميقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[الزّمر:9] ، ويقول سبحانه: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}[طه:114] ، ويؤكّد الله تعالى أنّ مشكلة المشركين في الجاهليّة أنهم كانوا يفقدون العلم، ولذلك فإنّ الله تعالى يقول عندما يتحدّث عن المشركين: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}[البقرة:118] ، ولو علموا لما أشركوا.إنّ الإسلام الذي جاء بوحي الله وسنّة نبيّه، انطلق ليحوّل العالم كلّه من حال الجهل إلى حال العلم، واعتبر أنّ العلم هو القيمة الكبيرة التي لا بدّ لكلّ إنسان من أن يأخذ بها، لأنّ العلم هو الذي يعرّفنا بالله، وهو الذي يعرّفنا بالرسول وبالرسالة، وهو الذي يعرّفنا كيف نخطّط لأمورنا في الحياة، وكيف نميّز بين الخير والشر، وبين الحسن والقبيح. وقد أكّد الله دور العقل، وأراد للنّاس تنمية عقولهم، وذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[الرّعد:19]، وتحدّث عن بعض النّاس المنحرفين، أنّ {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا}[الأعراف:179]، وإنما يتبعون الجاهلين في ما يؤكّدونه من خطوط الجهل.وقد كان الفرق بين الإسلام والجاهليّة، أنّ الإسلام أراد أن يحرّر النّاس وينقلهم من ذهنيّة الجاهليّة وحكمها وحركتها، إلى الذهنيّة العلميّة والحركة العلميّة، ولذلك قال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}[المائدة:50]. ونحن نروي في حديثٍ يرويه السنّة والشّيعة، "أنّ الله لما خلق العقل قال له: أقبل، فأَقبل، ثم قال له: أدبر، فأَدبر، ثم قال: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أعزّ عليَّ منك، إيَّاك آمر وإيَّاك أنهى، وبك أثيب وبك أعاقب".ولذلك نحن نقول إنَّ الله تعالى أرسل النبيَّ(ص) في الأربعين بعد أن استكمل عقله، وبعد أن رعى عقله ونمّاه وطوّره، لأنّ الله تعالى كان يرعى عقل النبيّ(ص)، والله تعالى أعطاه العلم الذي استطاع أن يفتح من خلاله عقول النّاس ووعيهم، وأراد لهم أن ينطلقوا على أساس أن يستفيدوا من هذا العلم ويعملوا به.ونحن نعتقد أنَّ مسألة الامتداد في حركة الإسلام في العالم، وفي مسؤوليّة المشرفين والولاة على المسلمين، أنّه لا بدَّ من أن يكون عقلهم أفضل العقول، وأن يكونوا في مستوى العلم الذي يعطون فيه النّاس من علمهم علماً يطوّر أوضاعهم، ويحسّن وعيهم، لأنّ دور النبيّ، والإمام الذي يخلف النبيّ، هو أن يجعل الواقع الإسلاميّ كلّه واقعاً حضاريّاً يتميّز بالإبداع العلميّ والرّحابة العلميّة والعمق العلميّ.عليّ(ع) وريث رسول الله(ص)ولهذا اختار رسول الله(ص)، بأمرٍ من الله تعالى، عليّاً(ع) ليكون خليفته، لأنّ عليّاً(ع) كان أعلم الصّحابة، ولم يكن هناك شخصيّة تساويه، فضلاً عن أن تتقدّم عليه؛ لأنّه(ع) أخذ علم رسول الله(ص) في كلّ ما أوحى الله به إلى رسوله، وانفتح عليه وطوّره. ونحن نقرأ في حديث عليّ(ع): "علّمني رسول الله ألف بابٍ من العلم ـ لأنّه كان لا ينفصل عن رسول الله؛ كان معه في طفولته وفي شبابه، وكان يقضي اللّيل والنّهار مع رسول الله، وكان(ص) يحدّثه بكلّ ما أوحى الله به إليه، وبكلّ ما ألهمه الله إيّاه، وبكلّ ما أذِن الله له في بعض تشريعاته. ولذلك فإنّه(ع) استوعب ذلك كلّه، ولم يكن(ع) مجرّد ناقلٍ للحديث، ولكنّه كان يسمع الحديث وينفتح به على آفاقٍ جديدةٍ ـ يُفتح لي من كلّ بابٍ ألف باب". ولذلك كان عليّ(ع) أعلم الصّحابة، ونحن نروي، كما يروي بعض علماء السنّة عن النبيّ(ص): "أنا مدينة العلم وعليّ بابها".ولذلك، فإنّنا إذا أردنا أن نفهم رسول الله وعمله، فإنّنا نفهمه في صفائه ونقائه من خلال عليّ(ع)، وعندما يقول رسول الله(ص): "عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور معه حيثما دار"، بحيث إنّه ليس هناك فاصلٌ بين الحقّ وبين عليّ، فالباطل لا يدخل بينهما، فإننا نقول: إنّ الذين يعملون الباطل ويلتزمونه، ويتّبعون أمراء الباطل ويقولون إنهم يوالون عليّاً، هم ليسوا صادقين، لأنّك كلّما اقتربت من الباطل ابتعدت عن عليّ(ع).منـزلة عليّ(ع) عند رسول الله(ص)وعليّ(ع) هو الّذي كان يتحدّث عن المستوى الذي بلغه وعن علاقته برسول الله(ص)، ففي بعض كلماته في نهج البلاغة يقول: "ولقد علم المستحفَظون ـ الذين أودعهم النبيّ أمانة سرّه وطالبهم بحفظها ـ من أصحاب محمّد(ص)، أني لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعةً قطّ، ولقد واسيته ـ أي أشركته في نفسي ـ في المواطن التي تنكص ـ تتراجع ـ فيها الأبطال، وتتأخّر فيها الأقدام، نجدةً ـ شجاعة ـأكرمني الله بها، ولقد قُبض رسول الله(ص) وإنّ رأسه على صدري، ولقد سالت نفسه في كفّي، فأمررْتها على وجهي، ولقد وُلّيت غسله(ص) والملائكة أعواني، فضجّت الدار والأفنية ـ ما اتّسع أمام الدّار من كثرة الملائكة ـ ملأٌ يهبط وملأٌ يعرُج، وما فارقت سمعيهينمة منهم ـ الصّوت الخفيّ ـيصلّون عليه حتى واريناه ضريحه. فمن ذا أحقّ به مني حيّاً وميتاً؟ فانفذوا على بصائركم ـ البصيرة ضياء الحقّ ـ ولتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم، فوالذي لا إله إلا هو، إني لعلى جادة الحقّ وإنهم لعلى مزلّة الباطل ـ المزلّة هي مكان الزّلل الموجب للسّقوط في الهلكة ـ أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم". | |
|
fataaldaya مشرف
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| موضوع: رد: الإمام عليّ(ع) أنموذجٌ رساليٌّ خالد الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:04 pm | |
| | |
|