خادم14nour مشرف عام
تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: الفساد في الأرض يصنعه الإنسان الجمعة مايو 15, 2009 2:24 pm | |
| الفساد في الأرض يصنعه الإنسانخلق الكون بهدف إعمارهيقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41].إن الله تعالى خلق هذا الكون للإنسان، بهدف القيام بإصلاحه في كل مجالاته، ليعيش الناس في الأرض في سكينة، وطمأنينة، واستقرار، وحياة طيبة كريمة، وبهذه الحال، يشعر الإنسان بحرية إرادته في الخير، وبحرية قراره، وبسلامة مصيره.ولهذا، فإن الله تعالى عندما حدّث الملائكة عن خليفته في الأرض، {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك} [البقرة:30]، حدثهم عن الإنسان الذي سيمارس الخلافة في الأرض لقدرته على تحمّل المسؤولية في إعمار الأرض وإدارتها وتحريكها، حتى تتحوّل هذه الأرض الجرداء إلى ساحة تتفجّر فيها الأنهار، وينطلق فيها العمران، وتنشأ فيها المجتمعات التي تتواصل وتتكامل وتتعاون.وقد أرسل الله الأنبياء من أجل أن يُصلحوا بين الناس، وأنزل الكتب من أجل أن يتفاعل الناس مع تعاليم الله بالعدل الذي به حياة المجتمعات، وبه ازدهار الأرض عندما يأخذ كل ذي حق حقه.الانطلاق بالفساد في الأرضولكن الناس انطلقوا من خلال غرائزهم ونفوسهم الأمّارة بالسوء، فتحركوا بأطماعهم وشهواتهم، وأصبح القويّ يظلم الضعيف، والغنيّ يستغل الفقير، والحاكم يقهر شعبه، وأصبح المستكبرون يقهرون المستضعفين، ويمنعونهم من تقرير مصيرهم، ومن حرية قرارهم وإرادتهم، ويصادرون ثرواتهم، ويتدخّلون في كل أمورهم.ولسنا نرى أنّ قضية الفساد تنطلق من قضاء الله وقدره، بمعنى أنّ الأزمات الاقتصادية أو المشاكل الأمنية، أو المشاكل الاجتماعية لا تأتي بشكل مباشر من الله تعالى. فالبعض يعتقد أن الله هو الذي أنزل عليه المرض أو الإفلاس، لكن الإنسان المؤمن عليه أن يعتقد أن الله جعل لكل عمل داءً، وجعل لكل داء دواءً. فأنت مرضت لأنه جرت عليك أسباب المرض، وأنت افتقرت لأنك لم تكن تعرف مقومات عملك أو لم تخلص فيه، فلكل شيء سبب حتى الأشياء التكوينية؛ فعندما يحدث الفيضان، فإنما يحصل بسبب الأوضاع التي أودعها الله في الكون، أو الأمراض التي تحدث كما هو الآن انفلونزا الخنازير، والخنـزير حرّمه الله للأضرار الكثيرة التي يختزنها، ومن الطبيعي أن يتولّد منه بعض الأمراض أو من غيره، فأغلب الأمراض التي تحدث في الكون إنما تحدث لأن الناس لا تحافظ على الشروط والأسباب الصحية، فالدولة عندما لا تراعي الشروط الصحية ولا تراقب الظروف السلبية في الغذاء، فمن الطبيعي أن تكثر الأمراض.لذلك، لا بد لكل دولة من أن يكون لها سياسة صحية تحافظ فيها على مواطنيها، وأيضاً عندما تحدث حالة من البطالة تؤدي إلى مشاكل حياتية يفقد فيها المواطنون قدرتهم على إعالة أنفسهم وعوائلهم. إذاً، لا بد من سياسة اقتصادية تراعي حاجات البلد والمواطنين فيه، كذلك الفساد الأخلاقي، مثل المتاجرة بالنساء أو بالرجال أو الأطفال، وفي بعض الدول يشرعون الزواج المثليّ، هؤلاء الذين يعملون على نشر الرذيلة وعدم العفّة. وهناك أناس يذهبون إلى الحج ويصومون ويصلّون، ومع ذلك فإنهم يبيعون الخمر والمحرّمات، بحجة أنه إذا لم يبع الخمر فلن يشتري منه أحد، مع أن الله حرّم عليه ذلك، وجعل رزقه منحصراً في الحلال. وأنتم تعرفون أن الناس الذين يتاجرون بالحرام، أصبح لديهم أموال، ولكنهم مبتلون بالكثير من المشاكل.والله تعالى يقول: {ظهر الفساد في البرّ والبحر [القرصنة في البحر، ويتحدث البعض عن أن ذلك ينطلق من السياسات المتعمّدة لدى بعض الدول]بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا [فأنت تأكل ما تزرعه فتذوق عملك، وعندما تصبح مبتلى بالفقر أو المرض فأنت تذوق نتائج عملك] لعلهم يرجعون}.البلاءات تصنعها أيدي الإنسانويقول تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ [وهي كل بلاء يحدث للناس، وليس فقد الأهل والأحباب] فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [فالمصيبة في صحتك ومالك وأوضاعك السياسية وغيرها من خلال ما زرعت] وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ* وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ [مهما كنت قوياً فلست أقوى من الله] وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [الشورى:30-31]، فإذا أراد الله تعالى أن يعاقبك نتيجة عملك، فهل يستطيع أن يدافع أحد عنك أمام الله؟ويقول تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً [وهذه تنطبق علينا في لبنان] مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ [فكنت ترى لبنان مملوءاً بالمصطافين والسوّاح] فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ [فلم يشكروا لنعمة، وشكر النعمة هو أن تعمل فيها بما يحبّه الله ويرضاه] فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ [الأزمات الاقتصادية] وَالْخَوْفِ [بسبب الحروب] بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112]. ويقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال:53]، فالخارج ينطلق من الداخل، وأنت تتحرك من خلال ما تفكر فيه.على هذا الأساس، نحن الآن نعيش واقعاً معيناً، لنفكِّرْ ـ ولو باختصار ـ لدينا موسم انتخابات الآن، ونحن نسأل: كم نسبة الذين يفكّرون في اختيار الشخص الذي يتحمّل مسؤولية مصالح الناس وحريتهم؟ مَنْ يفهم ويدرس هذا السياسي في أفكاره وعلاقاته بهذه الدولة أو تلك؟ ومن أين مصدر ثروته؟ وقد نقلت بعض الصحف الأمريكية (نيويورك تايمز) أن الانتخابات النيابية اللبنانية هي من أغلى الانتخابات في العالم، لأن بعض الدول البترولية تصرف مئات الملايين من الدولارات من أجل إنجاح فريقها، حتى إن بعض المشايخ مستعدون لأن يقبضوا لمصلحة هذا الناخب أو ذاك...يتبع | |
|
خادم14nour مشرف عام
تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: رد: الفساد في الأرض يصنعه الإنسان الجمعة مايو 15, 2009 2:25 pm | |
| | |
|