خادم14nour مشرف عام
تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: الإمام علي(ع) مدرسة الأجيال الجمعة يوليو 03, 2009 3:15 pm | |
| الإمام علي(ع) مدرسة الأجيال
لا تقل شيعةٌ هواةُ عليٍّ
إنّ في كلِّ منصف شيعيّا
جلجلَ الحبُّ في المسيحيِّ
حتى عُدّ مِنْ فرطِ حبِّه علويّا
يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي
واخشعي إنني ذكرتُ عليّا
علي(ع) ربيب رسول الله في هذه الأيام، وفي الثالث عشر من هذا الشهر، كانت ولادة عليّ(ع) في الكعبة، وهو المولود الذي لم يولد قبله ولا بعده في بيت الله سواه؛ إكراماً من الله جلّ اسمه له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم. قال "الألوسي" ـ وهو من علماء السنّة: "وكون الأمير، كرّم الله وجهه، وُلد في البيت أمرٌ مشهورٌ في الدنيا، وذُكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة"... ويقول عبد الباقي العمري:
أنت العليّ الذي فوق العُلى رُفعا
ببطن مكَّةَ وسطَ البيتِ قد وُضعا
كان عليٌّ(ع) يعيش في بيتِ الله، والله تعالى ليس له بيتٌ كما للناس بيوت، ولكنّ بيت الله هو البيت الذي ترتفع فيه عبادة الإنسان ودعاؤه وابتهالاته ومعراج روحه إلى الله. وقد كان عليّ(ع) منذ انطلق في وعيه، الشخصَ الذي أحبَّ الله فأحبّه الله: "لأعطين الراية غداًـ قالها النبي(ص) في وقعة خيبر ـ رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله". وكان عليّ(ع) يخاطب ربه في تواضعه لله وخشوعه بين يديه: "وكيف تعذّبني وحبّك في قلبي". ونقرأ في دعاء كميل: "فهبني يا إلهي صبرتُ على عذابك، فكيف أصبر على فراقك، وهبني صبرتُ على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك". لو أدخلتني النار، فإنَّ ذلك يعني فراقي عنك، وأنا لا أطيق أن أفارقك، فقلبي معك وعقلي معك، وإحساسي معك، وحياتي معك، لأنني يا ربّ انطلقتُ من خلال معرفتي بأنّك أنت الله الذي لا إله غيره.
فضائل علي(ع) وينقل التاريخ أنّ أحد أصحاب الإمام عليّ(ع)، وهو ضرار بن ضمرة، دخل على معاوية بعد استشهاد أمير المؤمنين، فقال معاوية: صف لي عليّاً. قال: اعفني. قال معاوثة: لتصفنّه. قال: "أمّا إذا كان لا بدَّ من وصفه، فإنَّه كان ـ والله ـ بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً ـ فكلمته هي الكلمة الفاصلة ـ ويحكم عدلاًـ كل حكمه هو العدل الذي يعطي كلَّ ذي حق حقه ـ يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ـ ليس معنياً بالدنيا، وليس منجذباً إليها، لأن آفاقه متعلّقة بالآخرة مع الله تعالى ـ ويأنس بالليل ووحشته ـ لأنَّ اللَّيل هو حال الهدوء التي يناجي فيها ربه، ويقف فيها في صلاته مع ربه ـ وكان غزير الدمعةـ كان يبكي، وكانت دموعه تنسكب على كل وجهه ـ طويل الفكرة ـ كان مشغولاً بالفكر، وكانت أفكاره منفتحةً على الكون كلِّه وعلى الحياة كلها وعلى المسؤولية كلها، لأنها كانت منفتحةً على المعرفة بالله ومسؤولية الإنسان أمامه ـ يقلّب كفّه، ويخاطب نفسه ـ يتحدث دائماً مع نفسه، ليدرسها ويحاسبها في كل دقائقها وأوضاعها، لم يكن كالكثيرين من الناس مشغولاً عن نفسه بسبب شغله مع الناس ـ يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب، وكان فينا كأحدنا ـ لم يكن يشعر بأنه هو الخليفة، وهم الرعية والأتباع ـ يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، وينبّئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقريبه إيّانا، وقربه منا، لا نكاد نكلّمه هيبةً له ـ كانت هيبته تفرض نفسها عليهم من جهة عناصر شخصيته ـ فإنْ تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القويُّ في باطله ـ لا يجامل الأقوياء بما يريدونه من الباطل ـ ولا ييأس الضعيف من عدله ـ إذا جاءه الضعيف، فإنه يعطيه حقه ـ وأَشهد لقد رأيته قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: "يا دنيا غرّي غيري، ألي تعرّضت أم إليّ تشوّفت، هيهات هيهات! قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير. آهٍ آهٍ ـ إذا كان أمير المؤمنين يتأوَّه، فماذا نقول نحن؟ ـ آهٍ من قلّة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق". فبكى معاوية، ووكفت دموعه على لحيته ما يملكها، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا الحسن، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: "حزن من ذُبح ولدها في حجرها، فهي لا ترقأ عبرتها، ولا يسكن حزنها"، ثم خرج. وعن أحمد بن حنبل، إمام الحنابلة، قال: "لم يُروَ في فضائل أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما روي في فضائل عليّ بن أبي طالب". وقال بعضهم: "ما أقول في رجل أخفى أولياؤه فضائله خوفاً، وأعداؤه حسداً، وظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين". هذا هو عليّ(ع) الذي ارتفع بالله لأنه أعطى الله كله، ولم يُبقِ لنفسه شيئاً من نفسه، وهذا ما تعبّر عنه الآية الكريمة التي روي أنها نزلت في حقه ليلة الغار، عندما بات على فراش رسول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُرَءُوفٌ بِالعِبَادِ}(البقرة:207). لقد باع عليّ نفسه لله؛ باع عقله وقلبه ومشاعره وحياته لله، ولذلك كان عليّ(ع) مع الحق لأن الله هو الحق، وكان الحق مع عليّ يدور معه حيثما دار.
بيت الرسول حضن عليٍّ(ع) ومن خصائص عليّ(ع) أنه تربّى في حجر رسول الله، لأنَّ أبا طالب كان صاحب عيال وقليل المال، فجاء أحد إخوانه وأخذ بعض أولاده، وجاء النبي(ص) وأخذ عليّاً، وفي بعض الروايات أنه كان في الثانية من عمره، فرُبي في حجر النبي(ص)، وتأدّب بآدابه، وتخلّق بأخلاقه، واهتدى بهداه، واقتدى بأقواله وأفعاله، ولازمه طول حياته، وتحدث هو(ع) عن ذلك فقال: "وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنـزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمّني إلى صدرهـ كالأمُّ التي ينام ولدها في حضنها ـ ويكنفني فراشه، ويمسّني جسده، ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قولـ عندما أتكلَّم فإني أتكلم بالصدق ـ ولا خطلةً في فعل، ولقد قرن الله به ـ بالنبي ـ من لدن أن كان فطيماً، أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره ـ فالله ربّى النبي(ص) وأدّبه ـ ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمه ـ كما يتبع ولد الناقة أمه. وبذلك كان هذا الملك العظيم يعلّم النبي(ص) وكان عليّ(ع) يقتدي به ويمشي وراءه ـ يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي وأشمّ ريح النبوَّة".
كرامة الإعراض عن الوثن ومن فضائله(ع) السبق إلى الإسلام، وعدم السجود لصنم قطّ، ولذلك فإن المسلمين من أهل السنّة عندما يذكرون عليّاًَ يقولون: "كرّم الله وجهه"، وهي من أعظم الكلمات، لأن الله كرّم وجهه عن السجود لصنم، وقد قال ابن أبي الحديد: "ما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى، وآمن بالله وعبده، وكل من في الأرض يعبد الحجر ويجحد الخالق، لم يسبقه أحد إلا السابق إلى كلِّ خير، محمد رسول الله(ص)".
| |
|
خادم14nour مشرف عام
تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: رد: الإمام علي(ع) مدرسة الأجيال الجمعة يوليو 03, 2009 3:16 pm | |
| | |
|
fataaldaya مشرف
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| |